10 Jun
10Jun

إعداد : حنان مهدي
ظهرت لأول مرة شخصية المحقق كونان في عام 1994، وذلك حين قام الكاتب الياباني "غوشو أوياما" وهو مبتكر الشخصية، بإصدار سلسلة "مانغا " أي قصص مصورة في مجلة "شونن سندي الأسبوعية"، فححقت مبيعات وصلت إلى 120 مليون نسخة في اليابان وحدها. هذا النجاح الباهر خوّل للمانغا فيما بعد لتتحول في عالم 1996 إلى مسلسل أنيمي أي كرتون، حيث تمّ إنتاجها من قبل إستديو توكيو موفي شينشا، وقام بإخراجها المخرجين "كينجي كوداما" و "ياسويشيرو ياماموتو"، ورغم أنه مرَ زمن طويل على إصدار هذا العمل، إلا أنه بقي ملهما للكثيرين ومحبوبا لدى الأطفال والكبار على حد سواء في جميع أنحاء العالم. و قد تمت دبلجة الأنمي للغة العربية من قِبَل مركز الزهرة لأكثر من 18 سنة، عُرض لأول مرة على تلفزيون قطر وحقق شهرة كبيرة على قناة سبيس تون، وقد وصلت الحلقات المُدبلجة إلى 404.
" كونان" شخصية مستحدثة لشرلوك هولمز

قصة المحقق كونان تبدأ من الحلقة الأولى حيث يظهر فيها الطالب الذكي "سينشي كودو" وهو يلاحق رجلا ذو ملابس سوداء يقوم بعملية إبتزاز، فيتلقى ضربة على رأسه من الخلف ويجبره على تناول عقار جديد لم يتم تجربته على الإنسان من قبل وهو عقار سام يدعى بـ APTX-4869، فيتقلص جسم "سينشي" ليبدو كطفل في السابعة من عمره لكن ذاكرته تبقى محفوظة، وهنا ولدت شخصية المحقق كونان.. حيث يغير اسمه حبا في الكاتب كونان دويل مؤلف قصة المتحري الذكي "شرلوك هولمز"، و إيدوجاوا نسبة إلى الناقد الياباني وكاتب روايات التحري والغموض "إيدوجاوا رامبو".
يعيش كونان مع صديقته ران ووالدها المتحري "توغو موري" حتى يتمكن من إيجاد  أفراد عصابة المنظمة السوداء الذين تسببوا في تقلص جسمه، ويدخل إلى  مدرسة تيتان الابتدائية ويصبح عضوًا في فريق المحققين الصغار. وبمساعدة الدكتور "أغاسا" يتمكن كونان من تنويم المحقق توغو موري أثناء حل قضايا الجرائم بمخدر ابتكره الدكتور "أغاسا" مع تغيير صوته ليبدو وكأن "توغو موري " هو المتحدث.
تتطور الأحداث لتظهر شخصية الطفلة "هايبارا"وهي عضوة سابقة بالمظمة السوداء تمردت على المنظمة وتناولت العقار السام فتقلص جسدها، وأيضا تهظر بعض الشخصيات الأخرى المرتبطة بالمنظمة ليقترب المحقق كونان من الوصول للأشخاص الذين تسببوا في وضعه. وبسبب نجاح قصته تم تحويله إلى ألعاب فيديو وأفلام ومسلسلات وبث في جميع محطات العالم.

حقائق عن أنيمي المحقق كونان المدبلج للعربية

لا يخلو الأنيمي الياباني من بعض السلوكيات السلبية، التي لا تناسب الثقافة العربية لذلك انتهج مركز الزهرة الذي تولى مهمة الدبلجة سلوكا إيجابيا، وذلك بالتصرف في تغيير بعض المشاهد وحذف بعضها حين لا تكون مناسبة للأطفال.
- تظهر شخصية المتحري توغو موري سلوكيات سلبية جدا، ونظرا لأنها لا تناسب الطفل يتم تغييرها في الدبلجة العربية.
- المقاطع التي تبدو فيها جرائم القتل بشعة ومرعبة والملابس قصيرة بالنسبة للفتيات تم حذفها.
- في النسخة اليابانية غالبا المجرمين لا يبدون ندما على القتل لذلك تم تغيير ذلك بالنسخة العربية حتى لا يتأثر الأطفال .
- الحلقات التي تحوي مظاهر الشعوذة والسحر والأساطير والعبادات اليابانية لم يتم دبلجتها.
- تم تقديم ران على أنها خطيبة سينشي كودو، إلا أنه في الحقيقة لم تكن سوى صديقته المقربة .
- تعد شارة المحقق كونان التي كتبها ولحنها الفنان المميز "طارق العربي طرقان " من بين أشهر الشارات الكرتونية في العالم العربية، ولم يتم استبدالها منذ بدايات بث الكرتون بالعالم العربي، فبساطة الكلمات واللحن جعلها سهلة الحفظ والترديد على ألسنة الأطفال.

كونان.. شخصية كرتونية تأبى الزوال !


كثير من الأعمال الكرتونية التي يتم انتاجها غالبا ما تُعرض لفترة ثم ينتهي عهدها، فتظهر قصص وشخصيات جديدة تغزو السوق .. لكن هناك بعض الأعمال التي تفرض شخصياتها نفسها فتستمر لتاريخ طويل مسيطرة على حب الناس، ويُعد المحقق كونان من بين تلك الشخصيات التي فرضت نفسها عالميا وظلت محبوبة على مدار 22 عاما، ولازالت تلقى النجاح وينتظر الكثيرين حلقاتها بشغف كبير، وربما يعود السبب في ذلك هو أن إنتاج الأنيمي أول مرة إعتمد على نجاحه كقصة مانغا، حيث أن اليابان لطالما عرفت بشعبية قصص المانغا لديها بطريقة غريبة، فيعتبر ذلك قياسا لنجاح القصة وعلى أساس ذلك يتم إنتاج العمل بشكل متلفز، فكلما أصبحت القصة ذات شهرة فيعني ذلك أنه تم الوصول إلى مرحلة إبتكار شخصية قصصية أي شخصية معروفة ومألوفة لدى الناس.
ثم أن المعروف عن اليابان هو أنها تأخذ شخصيات القصص والأنيمي على محمل الجد حيث تروج لتلك القصص والشخصيات بإعتبار أنها تحمل الثقافة اليابانية بطرق مختلفة، حيث أنها قامت بإنشاء مدينة كونان و هي مدينة صغيرة تأسست في أكتوبر من عام 2005، وتقع في بلدة هوكاي في محافظة توتوري التي ولد فيها غوشو أوياما كاتب حلقات المسلسل وحولت إلى متحف ومزار سياحي يحتفي بشخصيات المسلسل وهي تحتضن جسر كونان الذي تقف فيه بعض تماثيل شخصيات المسلسل وحتى أنها قامت بإصدار مجموعة من الطوابع البريدية كما هي عادتها في إصدار الطوابع التي تتعلق بالأنمي الذي يعد من أبرز مميزات الدولة.
وهذه الطرق هي إعتراف بمكانة صناعة الكرتون وقدرتها في تخطي جميع الحواجز والتأثير في شعوب العالم، كونها تخدم اقتصاد البلد فتحقق أرباحا عالية من هذه الصناعة، كما أنها تجذب السياحة نحو اليابان.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة