حوار: حنان مهدي
- بداية، مدربة الأطفال فاطمة خير .. من تكون؟
إسمي فاطمة خير وعمري 30 عاما، مدربة أطفال مصرية، قضيت آخر 12 سنه منهم تقريبا في الاهتمام بكل ما يتعلق بالطفل، من تنمية مهارات وتعليم ومناهج دراسية، وكيف يستفيد الطفل مما يدرسه من مناهج، وتغيير أساليب التعليم والتربية في البيت والمدرسة، درست في كلية التربية بجامعه طنطا، ثم درست بعدها دراسات حرة في التنمية البشرية للطفل والتعامل معه، عملت في عدد من المواقع الإلكترونية ومجلات الأطفال.
- أعطنا فكرة عن نشاطاتك في مجال تدريب الأطفال؟
أعمل في مدرسة دولية نظامها "ib" كمدرسة لغة عربية برياض الأطفال ، وهو نظام قائم على التعليم بطريقة مختلفه تنمي شخصية الطفل بعيدا عن المناهج المكررة، وأعمل أيضا فى عدد من المواقع والمجلات ككاتبه لمقالات تربوية، ومنذ عام 2005 أعمل علي إعطاء الأطفال تدريبات فى تنميه الإبداع والتفكير بطريقه مختلفه بعدد من المراكز والنوادي المختلفة.
- كيف تقيمين تجربتك في مجال التدريب وتعاملك مع الطفل؟
حلمي هو توفير تربية صحيحة للأطفال، عن طريق توعية الأهل بطرق التربية مهما كانت الطبقه الإجتماعية التى يعيشون فيها، وكذلك توفير تعليم مختلف وتقديمه للطفل.. نجحت بنسبة 40% تقريبا خلال تجربتي، ومازلت أحاول أن أحقق الباقي. ولكن حتى وإن لم يتحقق فيكفي أنني و لآخر يوم في عمري لدي قضية أؤمن بها، أثرت بها في حياة عدد كبير من الأطفال اللذين ما زالوا يتذكرونني رغم أنهم الآن في الجامعه، تجدونني الآن فخورة بعملي خصوصا وأني بدأته بسن صغيرة .
- مامدى وعي الأهل بأهمية البرامج التدريبية لتفجير طاقات الطفل الإبداعية؟
صراحة وللأسف في المجتمع المصري الذي تعاملت معه ليس لديه أي توعية بذلك إلا بنسبة قليله جدا، خصوصا في الطبقات الإجتماعية العالية التى تستطيع أن تتعامل مع تعليم دولي ، وللأسف أيضا كونه لا يوجد برنامج واحد في وسائل الإعلام مخصص للحديث عن التربية، أو مجلة لها شهرة مختصة بهذا الأمر، إلا بعض الجهود الفردية البسيطه ..لكن عموما مع تطور "السوشيال ميديا" بدأت تظهر نسبة من الوعي لكنها فتية ومازالت قليله جدا ولا تكفي لتغيير جيل قادم، الجهود لتنجح يجب أن تكون على مستوى حكومي وهيئات عامة ووسائل الإعلام حتى نتمكن من تغيير طرق التعليم التقليدية والمناهج بطرق حديثة.
-الإبداع، التفكير، إثبات الذات.. ما هي قدرة الطفل العربي على إكتساب هذه القيم؟
الطفل العربي عموما طفل ذكي للغاية، فتجده بأقل الإمكانيات يستطيع أن يتعلم ويفهم ويطور من ذاته، لكن طرق التدريس التقليدية تقتل مواهبه فنرى أنه بالكثير من البلدان بالوطن العربي يوجد مبدعين كثر إلا أنه لا تعطى لهم فرصة للتعبير سواء بالمنزل أو المدرسة هذا الذي يؤثر على مستوى أدائه وقليل من ينجو من أثر ها الفعل.
- بالحديث عن أدب الطفل ..مامدى قدرته على تنمية الحس الإبداعي للطفل؟
الطفل عامة ينجذب الى القصص والأغاني والشعر والصور والكتب الشيقة التى يقرأها أو تُحكي له، لذلك فهي تترك علامه دائمة في حياته وتغير من سلوكياته وتفكيره بطريقة غير مباشرة وبشكل يحبه هو، علاوة على ذلك فهي تنمي قدرات كثيرة مثل اللغة، الخيال، حل المشاكل، سرعة البديهة.. وغيرها من القدرات لذلك بالطبع له دور كبير في تشكيل شخصية الطفل وتنمة حسه الإبداعي.
- كيف نحسس الأهل والطفل بقيمة أدب الطفل لتنمية قدراته؟
يكون ذلك من خلال حملات توعية بأهمية القراءة، ومساعدة الطفل على اختيار القصص ومشاركته بقراءتها، وتوفيرها له بأسعار مناسبة مع انتاجها بجودة عالية.. لذلك دور الحكومات هنا كبير والتي يفترض بها دعم النشر، وعن دو المدراس فهي مهمة جدا يجب تفعيل دور المكتبة في تشجيع القراءة والمطالعة بشكل جيد حتى نخلق علاقة بين الطل والكتاب في سن مبكر.
- حتى ينجح الأدب في رسالته التربوية.. ماذا يجب أن يعالج حتى يمس احتياجات الطفل؟
يفترض من الأدب أن يراعي العصر، وشخصية الطفل الآن، ويناقش فعلا القضايا التى تمسه وطموحاته ومن حيث المحتوى، وأن يكون جذابا ومبتكرا من حيث الشكل والرسوم، حتى يحظى بشغفه ومتابعته، عليه أن يعالج ما يلاقيه الطفل اليوم من مشاكل مثل: عدم وجود الأهل والعمل طوال اليوم، مشاكل الطفل مع الإعلام، والأصدقاء، والمدارس، والتكنولوجيا الحديثة، و أحلام وطموحات الطفل المعاصر، وماذا يتمنى أن يصبح ؟أو يمتلك ؟.
- تعاون أدباء الطفل مع المربين لنشر كتب وقصص تربوية توجه حديث..ما رأيك به؟
هي تجارب فعالة جدا، حيث أنها تناقش فعلا مايحتاجه الطفل، وتنمي مهارات يستغلها لمواجهة الواقع بشكل فعال وواقعي ويمكن تطبيقه و كلما كثرت ستكون لمصلحة الطفل.
- بالحديث عن الكرتون .. كيف يمكن أن يساهم الكرتون في التربية الإبداعية ؟
الكرتون هو عشق الأطفال الأول، وأكثر الوسائل جاذبية لهم التي تعلق بأذهانهم، إذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي له فهو ينمي فعلا اللغة بشكل جيد والنطق الصحيح لها، بالإضافة إلى الخيال حيث يفتح للطفل عوالم جديدة وأفكار جديدة عليه، وأيضا يغرس بعض القيم مثل الإصرار والتحدي والنجاح ..على حسب كل كرتون ورسالته، عموما يعتبر وسيلة لتغيير سلوكيات الطفل بدون أن يشعر.
-الكرتون الغربي يغزو البلاد العربية.. ما هي تأثيراته عموما؟
للأسف لا يوجد كرتون عربي مميز، أو إنتاج عربي راق، فكل ما نعتمد عليه هو الكرتون الغربي، قد يكون له مضار منها في حالة إذا لم يعتمد الدبلجة خصوصا في الكرتونات التي توجه للفئات الصغرى فهذا يخل بلغة الطفل العربية السليمة، وتجده يحوي قيما غربية لا تتناسب وقيمنا العربية الإسلامية كعلاقة الأهل بالأبناء والرفقة، وغيرها .. وأيضا قد يحمل مشاهد العنف والقتل والتخريب والشرب هذا ما قد يؤثر بسلوكيات الطفل ويغيرها إلى الأسوأ.
- الكرتون التربوي الذي يعتمد في انتاجه على توجيهات استشاريين وتربويين للطفل.. كيف يمكن أن يساهم في رفع مستوى الانتاج ؟
طبعا نتمنى أن يكون هناك كرتون عربي الإنتاج تماما ينبع من قيمنا وأخلاقنا، وخاصة أنه لدينا كوادر قادرة علي انتاج هذا الكرتون.. طبعا سيكون نقلة جديدة في عالم الطفل العربي، وبداية لوجود إنتاج قوي ينافس السوق العالمية بحول الله.
- هل يمكن أن تفيدي من تجربتك في دعم الأدب أو الإنتاج الكرتوني ؟
مازال المشوار طويلا حتى يكون هناك نتائج ملموسه فعلا في واقع الطفل العربي،أتمنى فعلا العمل في برنامج تلفزيوني للطفل العربي، يخاطب واقعه ويكون مبهرا ومبتكرا وفعالا في حياة الطفل العربي وبداية لإعلام عربي موجه للطفل.
- مشاريعك القادمة؟
حاليا في طريقي لانشاء مشروعي الخاص بي وهو my planet، وهو مشروع هدفه نشر ثقافه التربية للأهالي، وكيف يعملون على تربية أطفالهم بطرق حديثة وفعاله وعملية، سيكون عبارة عن شبكة خدمات تعليمية أون لاين، تبدأ بتقديم النصائح للأهالي وسيتطور الأمر إلى موقع كامل لاحقا إن شاءلله.
-كلمة أخيرة لقراء حكايا كيدز؟
كل الشكر لمجلة حكايا كيدز، وبالتوفيق لها لتكون مجلتكم خطوة رائدة في مجال الطفولة.