06 Sep
06Sep

( الليالي العشر ) 

 تأليف: شيماء عبد العال

جلس محمود مع والده ووالدته لتناول وجبة العشاء. عندما أنهوا طعامهم قالت أم محمود :

" تذكروا أن صيامنا سيبدأ من يوم الجمعة القادم".. 

ابتسم والد محمود و رد عليها: 

"بإذن الله..كل عام و أنت بخير ".

تعجب محمود من حديثهما فسألهما :

" صيام ماذا ؟ لقد انتهى شهر رمضان منذ شهرين تقريبا عندما احتفلنا جميعا بعيد الفطر المبارك! "..

 فابتسم والد محمود مرة أخرى  و قال :

" نعم يا محمود ، لقد انتهى شهر رمضان.. و لكن والدتك تحدثني عن صيام العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة ".

 هنا تساءل محمود متعجبا :

" و لماذا نصوم فيها ؟"

 فردت والدته فورا :

" إنها أفضل أيام الدنيا يا محمود كما قال عنها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم". 

أثار هذا الحديث فضول محمود الذي ظل يسأل والده ووالداته الكثير من الأسئلة .. لذك راح والده يقول له : " اسمع يا ولدي،  ألم تحفظ من قبل سورة الفجر؟ " 

فرد محمود بالإيجاب.

 وهنا أردف والده يقول: 

" في بداية السورة يقول الله عز و جل بسم الله الرحمن الرحيم ( و الفجر و ليالي عشر ) هذة الليالي المقصود بها العشرة أيام الاولى من شهر ذي الحجة، ولقد أقسم الله بها في هذه السورة لأنها أيام عظيمة".

 سأل محمود والده متعجبا :

" لماذا يا والدي أليست أيام الله كلها أيام واحدة" . 

رد عليه والده :

 "كلامك صحيح يا محمود .. و لكن  صلاة الفجر مثلا تعتبر أعظم  عبادة في اليوم،  و عبادة الله في العشرة أيام الأولى من ذي الحجة تعتبر أعظم عبادة في السنة كلها... أي أن الله فضل العشرة أيام الأوى من ذي الحجة عن باقي أيام السنة مثلما فضل مكة مثلا عن باقي بقاع الأرض و ذكرها في القرآن الكريم"

 . هز محمود رأسه قائلا :

 "الآن فهمت يا والدي، و لكن لم هذه الأيام بعينها هذا ما يثير حيرتي؟" .. 

نظر إليه الوالد وربت على كتفه ثم قال :

" غدا بحول الله أكمل لك وأحدثك عن يوم عرفة  فلدي عمل الآن علي أن أكمله تحضيرا ليوم غد".

في صباح الغد استيقظ محمود على صوت والدته و هي تخبره بأنه جده قد أتى  لزيارتهم ..

 فرح محمود كثيرا بهذا الخبر و ذهب للترحيب به.. جلس محمود مع جده وهناك لاحظ جده أن محمود باله منشغل بشئ ما  فسأله الجد قائلا: 

"فيم تفكر يا محمود ؟". 

 أجاب محمود:

" أنتظر حتى يعود أبي من العمل فلقد وعدني أن يخبرني عن سبب أهمية يوم عرفة !".

 ابتسم جده ثم رد: 

" و هل أخبرك والدك عن يوم التروية ؟"

 تعجب محمود و قال لجده :

" لا". 

رد الجد: "سأخبرك أنا عنه حتى يعود والدك .. يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة  فقديما كان المسلمين يخرجون للحج فيمرون علي منطقة تسمي( منى) و هم في طريقهم إلى جبل عرفة و هذه المنطقة كانت لا يوجد بها ماء فكان الحجاج يحملون معهم الكثير من الماء في هذا اليوم لكي يشربوا و يرتووا منه و يكفيهم حتى آخر يوم من أيام الحج ..  لذلك سمي بيوم التروية وهو يوم عظيم" . 

سأل محمود:

 " و ماذا أفعل في هذا اليوم إذا لم أكن من الحجاج ؟". 

قال الجد:"  عليك الاكثار من الدعاء" .

حين عاد والد محمود إلى البيت شاركهم الحديث قائلا:

"  أخبرتك بالأمس عن يوم عرفة ولم أكمل لك قصته .. اسمع يا ولدي يوم عرفة هو يوم التاسع من ذي الحجة و هو اليوم الذي يقف فيه الحجاج بجبل عرفة و هذا يعتبر أهم أركان الحج . فلقد قال سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ( الحج عرفة ). وسمي هذا الجبل بهذا لسببين مرجحين الأول يفترض  أن سيدنا آدم قابل حواء على هذا الجبل و تعارفا عليه بعد خروجهما من الجنة لذلك سمي بإسم جبل عرفة .. والثاني هو  أن جبريل طاف بسيدنا إبراهيم عليه السلام و هو يريه و يشرح له خطوات الحج و أركانه فكان يسأله أعرفت ؟ فيقول سيدنا ابراهيم : "عرفت عرفت ". و لذلك سمي بجبل عرفة". 

هز محمود رأسه و قال لوالده :

"نعم عرفت يا أبي !". 

فضحك الجميع وأكملوا جلستهم بمتعة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة