19 Jun
19Jun

بقلم: حنان مهدي

رسم: عبد الوهاب عامر

في غابةٍ ساحرة الجمالِ عاشَت الحيواناتُ بسعادةٍ غامرة حيث تقضِي جلَّ وقتها باللعبِ والمرَح.

لكِن القنفذَ هُو الوحيد الذِي لم يكن سعِيدًا.. فقد نبذتهُ جميعُ الحيوانات ورفضت رفقَته، بسببِ شوكِه الذي يخزُ ويؤلم. لقد كان الجميعُ يقول له:  " ابتعد عنا حتَى لا تؤلمنَا.. يا قنفذ!".

سئم القنفذُ من الوضع، وصارَ لا يحتملُ وحدتَه المريعة.. لذلكَ جمع أغراضَه، وهمَّ بالرحيلِ بعيدا عن حيوانات الغابَة سيئةُ التعامل.

في طريقِ سيرهِ عثر على سلحفاةٍ تتلوى منقلبَة وتصرخ قائلةً:" أرجوكم ساعدونِي، لا أستطيعُ الانقِلاب.. هل يسمعني أحد!".

خطرَ على بال القنفذَ مساعدة السلحفاةِ لكنَهُ تردَدَ خشية أن يؤلمها بشوكِه.. وعندَما طلبَت منهُ ذلكَ هبَّ لنجدَتها اشفَاقاً علَى حالِهَا.  

قالت السلحفاة:" لم ترددتَ بإنقاذي؟"

ردَ القنفذ حزينًا:" لأَنَكُم دوما تهربونَ مني حتى لا أؤلمكم بِشَوكي !!".

هنَا، ضحكت السلحفاة وردت:" ولكن لي صدفةً صلبة كالصخرِ ولا يمكن أن تؤلمني حتى لو لامستَنِي!؟".

تأمل القنفذ السُلحفاةَ فارتسمت على وجهه بسمةً آسرة، وهَتفَ قائِلاً: "فعلا.. وأخِيرًا وجَدتُ شخصا يرحب بي وبشوكي المؤلم".

ضحكت السلحفاة وقالت:" نعم يَا صديقِي القنفذ ".

عاد القنفذ وصديقتَه السلحفَاة إلى وسطِ الغابةِ.. وهناك أخبرتِ السلحفاة الحَيَوانَات قصتها مع القُنفذِ.

شعرت الحيواناتُ بالأسفِ، فاعتذرت من القنفَذ.. دعته للعب مَعهَا فَقبلَ فوراً.. ومنذ ذلك الحين صارت صديقةً له، تلعب معه بحُبٍ دونَ أن تلامسَه .

ذاتَ مرة هجمَ الأسد على حيوانات الغابَة.. ماذا فعل القنفذ لينقذَ أصدقاءه ؟.. لقد نفثَ شوكه الحَادَ نحوَه بغزراةٍ، ففر الأسد هاربًا.. وراحت عندهَا الحيوانَات تغني معًا:

"صديقنَا القنفذ ** منه لا تقتَرب

صاحبه من بعيدٍ** تعيشُ سعيدًا

صحبته طيبة **ورفقتَه شيقة"



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة