26 Aug
26Aug

تأليف: أسامة أحمد خليفة

رسم: سما الدندشي

جلستُ على مائدة الطعام مع أبي وإخوتي الثلاثة أحمد ومحمد ومصطفى لتناول وجبة الغداء. 

كانت أمي الغالية قد جمعت صباحاً من حديقتنا مجموعة من الفواكه الطازجة، ووضعتها فى طبق كبير توسط المائدة ..فبدت زاهية بألوانها وأشكالها المختلفة .

أخذ إخوتي الثلاثة يأكلون من الأنواع المختلفة الموجودة فى هذا الطبق، فأحمد يحب الموز لذلك راح يأكل منه الحبة تلوى الأخرى ، ومحمد يعشق التفاح فقام بتقطيع تفاحة وراح يأكلها هو الآخر.. 

أما مصطفى فقد كان يحب المشمش لذلك راح يأكله بشراهة ـ ابتسم أبي ثم نظر إلي وقال:" يا وليد لماذا لا تأكل مثل إخوتك؟".. 

أجبته:"إني محتار ماذا آكل! أخاف أن أكل الموز فيغضب المشمش وإن أكلت التفاح فقد يغضب العنب!؟".. 

هنا ضحك أبي مرة أخرى وقال:" كل يا وليد من كل الأنواع فهذه الفواكه تشتمل على جميع الفيتامينات المهمة لأجسامنا التي تجعلها قوية و مقاومة لجميع الأمراض كونها تقوي جهاز المناعة الموجود داخل أجسامنا". 

وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث في إنتظار الطعام الذي تأخرت أمي فى إعداده، إذ بموزة تقفز من طبق الفواكه وتقف أمامي وهي تهتف قائلة:" أنا أهم من كل الفواكه فأنا أحتوى على فيتامينات كثيرة!".. 

 صرخت التفاحة بصوت مرتفع:" أيتها الموزة أنا أهم وأكثر فائدة لجسم الإنسان ". 

وتدخل المشمش أيضا معلناً أنه أهم من كل الفواكه ..

واستمر الصراع لحظات حتى وصل إلى درجة  القتال فيما بينهم . وفجأة! أحسست بيد تحرك جسدي وصوت ينادي علي:" وليد وليد!" ففتحت عيناي، وهناك وجدت أبي يبتسم لي ويقول:" هل نمت يا وليد؟..لقد أحضرت أمك لنا الطعام". فقمت من فراشي ورحت حاملا طبق الفواكه بعيداً وأنا أتمتم قائلا:" ان تركتهم هنا سيلقوا علينا  الأطباق!".. 

رد أبي باستغراب:" ماذا تقول يا وليد؟"..  فقلت :"لا شيء ،لاشيء يا أبي سأذهب لأغسل يدى قبل تناول الطعام".

ورحنا نتناول بعدها الطعام بهدوء ومتعة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة