17 Aug
17Aug

مدربة الأطفال:فاطمة خير

الطفل دائماً يترجم ما يريد قوله إلى أفعال ويحاول أن يلفت الانتباه إلى ما يشعر به ،قد يختار أساليب خاطئة ليجد مكانه ويحظى بالاهتمام ولذلك يتعامل معها الأهل بطريقة غير مناسبة فيحدث صدام بين الابن والآباء ,،مواقف كثيرة يفعلها الصغير ويحاول بها أن يوصل رسائل إلى أهله . هذه المواقف أو الأفعال التي يقوم بها الطفل قبل التعامل معها يجب فهم ما ورائها وماذا يريد أن يقول ، بعض هذه المواقف تثير غضب الوالدين ويتعاملان معها بعصبية شديدة ولذلك فبداية التعامل مع أي موقف هو فهم المعنى وراء التصرف وأيضا التحكم في ردود أفعالنا . عندما يقوم ابنك بأشياء خاطئة كثيرة ومستفزة بالنسبة لك فهو يحاول أن يقول : (أنت لا تهتم بي ولذلك فأنا أقوم بجذب انتباهك )، في هذه الحالة علينا أن نتصرف بحكمة شديدة ونتمالك أعصابنا ونتجاهل الفعل الذي يقوم به الطفل وليس بالعكس، عليك أن تظهر الاهتمام به في تصرفات.. مثلا ضع يدك على كتفه، قم باحتضانه ،ابتسم له واترك له المجال ليحكي ما يريد , ودوما حاول أن تظهر له أنك مهتم به وبما يفعله . شعور الولد بأنك منتبه له ولما يفعله سيجعله يبتعد عن الأفعال الخاطئة التي يقوم بها فقد وصل إلى هدفه . هناك أطفال بداخلهم قادة يريدون دوما إظهار مهاراتهم القيادية، فهم دائما ما يكرهون أسلوب الأمر ويشعرون دوماً أن أهميتهم تكمن في أن يفعلوا ما يريدون.. هم يتحدون أي أمر ويريدون أن يكونوا هم المسيطرون .. صاحبو الكلمة ،ولذلك فالتعامل مع الطفل القائد يجب أن يكون مختلفاً،عليك أن تنمي فيه روح القيادة والاستقلال وفي نفس الوقت أن توقف مشاكل التحدي لديه، والتعامل معه يكون باستخدام التفاوض ومبدأ "أنا فائز..وأنت فائز" ،التحكم في الأعصاب هو أول مرحلة ، وبعد ذلك إشراك الابن في الرأي دوماً،فيكون الأمر عن طريق "ما رأيك ؟ نفعل ماذا؟".... تشجيعه والتعبير له عن الحب وأن العلاقة بينكم ليست تحدي بل شراكة . إذا كان طفلك يدمر الأشياء أو يجرح الآخرين بكلام سيئ وتصرفاته تميل إلى الانتقام فهو في هذا الموقف مجروح ورسالته هي "إذا كانت لا تعجبكم تصرفاتي فسأقوم بإيذاء الجميع" ، وفي هذا الموقف على أولياء الأمور تجنب مقابلة ما يقوم به صغيرهم بالنقد وجرحه ، بل بمحاولة إنشاء صداقة بينهم وتشجيعه وتوطيد العلاقة ،ومحاولة مدحه على ما يقوم به من أشياء جيدة حتى ولو كانت بسيطة؛مثل:ترتيب غرفته ..... الخ ،الحرص دوما على التعبير عن التقدير والاهتمام هو حل مشكلته. الكثير من الآباء يلاحظون انسحاب صغارهم وعدم تجاوبهم مع ما يحدث أو يُطلب منه،وهنا الطفل يقول لمن حوله: "اتركوني وشأني أنا لا فائدة مني ومهما فعلت سيكون تافهاً" ،وتصرفه بهذه الطريقة يسمى الانسحاب وهو بداية الطريق لشخص فاشل وغير واثق من نفسه ولذلك على الأهالي مساعدة ولدهم وذلك بمعرفة قدراته وتجزيء المهام إلى مراحل أصغر ،اكتشاف مهاراته وقدراته ومواهبه ودعمها حتى يستعيد الثقة بنفسه ،التوقف عن نقده بل البحث عن أشياء يقوم بها ومدحه عليها أمام الجميع وتشجيعه على المحاولة وأنه قادر على تحقيق أشياء كثيرة . تصرفات الأطفال انعكاس لتصرفات أولياء الأمور معهم ولذلك قبل أن نحاسبهم يجب علينا معرفة ما وراء التصرف وحل المشكلة من المنبع نفسه وعندها يمكن للابن أن يكون شخصاً ناجحاً في المستقبل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة